تعددت هواياتي في الماضي، فمنذ بلغت مرحلة الإعدادية في المدرسة إلى أن وصلت سن البلوغ، مارست الكثير من الهوايات، فمن قراءة القصص القصيرة إلى إصلاح الأشياء ذات الأعطال البسيطة إلى الرسم ثم قراءة الروايات، ثم العديد من الهوايات، حتى غلبتني همومي وأحزاني لأصاحب القلم الحزين.
كثيرون أؤلائك الذين ما إن تضيق عليهم صدورهم جرّاء حزن أوهمّ، لا يرون سوى تفجير طاقاتهم في تحطيم ما حولهم أو في خلق مشكلة ما، وكأنهم يفرغون الهمّ والحزن، وهناك أيضا ً من لا يجرؤ على مثل هذه الأفعال، فربما سكر بعضهم لينسى!، والبعض الآخر يبقى همّه وحزنه في صدره، فإما أن يفك هذا الهمّ أو تصيبه عقدة نفسية، وبذلك أكون قد تحدثت عن أصحاب النفوس المريضة... وأنا... أبدا ً لست منهم وأعوذ بالله أن أكون منهم، إنما دعاني تعدد هواياتي في الماضي إلى اتخاذ هواية جديدة.. مفيدة.. ممتعة.. غير مكلفة.. لا تعيق أمور حياتي.. هواية أحكي عنها وتحكي عني.. هواية يعرفني الناس بها.. هواية أفتخر بممارستها.. إنها الكتابة وتأليف الشعر.
أعتقد أن طاقة الإنسان تنقسم إلى قسمين.. وهما طاقة فكريّة وأخرى عضليّة، وأعتقد أنه في حال كانتا هاتين الطاقتين في حالتهما الطبيعيّة عند الإنسان الطبيعيّ.. فإنهما تحافظان على إتزان شخصية ذلك الإنسان.
وما جعلني أتحدث عن طاقة الإنسان هو أن التعب العضليّ يوميّ في حياتي، ولكي أحافظ على اتزان شخصيتي واستخدام طاقتي الفكريّة بشكل طبيعيّ، فقد اخترت هواية ذات جهد فكريّ.
أنا لم أدرس اللغة العربية، ولم أدرس الشعر، ولا أعرف شيئا ً عن القواعد أو النحو أو العروض أو غيرها.. لكنَّ هذا لا يمنعني من نقل أفكاري ومؤللفاتي إلى القارئ بشكلها الصحيح، إعتمادا ً على ذكائه بعد أن علم مني جهلي في ما ذكرت.
الكتابة وتأليف الشعر ليست مجرد هواية، بل إنها أيضا ً طريقة في التعبير عمّا في داخل الإنسان من مشاعر وأحاسيس وآراء بشكل ٍ أدبيّ.
هذا أنا: أفكر كما أريد.. وأكتب ما أريد.. والمهمّ ألاّ أضرّ أحدا ً.
مع تحيات:
القلم الحزين
في كل ليلة
وتحت ضوء القمر
وفي جلِّ وحدتي
تعود إليَّ ذكرياتي
فأتوقف فيها عند كلِّ حدثٍ في حياتي
محزنٌ كان أم مفرحا ً
هي مواقف علّها تركت في ذاكرتي عناوين شتّى
ولعلَّ أبرز هذه العناوين ما يغلبني فأكتبه
ثم تكون كلماتٌ ليست كالكلمات
وكأنها تخفي وراء كلِّ حرفٍ فيها دمعة ٌ أو ابتسامة
ليقرأها القارئ بكلِّ مشاعره وأحاسيسه
ثمَّ تنقضي تلك الساعات القليلة تحت ضوء القمر
فيبزغ فجرٌ جديد
يحمل أحداثا ً جديدة
ليوم ٍ جديد